مقدمة

توجد العديد من نظريات التي تناولت تقدير الذات من حيث نشأته وآثاره على السلوك الفردي بشكل عام وتختلف تلك النظريات باتجاهات صاحبها ومنهجه في إثبات المتغير الذي يقوم على دراسته، ومن هذه النظريات:

1. نظرية روزنبرج (Rosenberg, 1965)

إن هذه النظرية تعتبر من أوائل النظريات التي وضعت أساسا لتفسير وتوضيح تقدير الذات، حيث ظهرت هذه النظرية من خلال دراسته للفرد وإرتقاء سلوك تقييمه لذاته، في ضوء العوامل المختلفة التي تشمل المستوى الاقتصادي والاجتماعي والديانة وظروف التنشئة الوالدية. (Robson, 1988, p 6-15)

أفكار روزنبرج الرئيسية

تدور أعمال روزنبرغ حول محاولته دراسة نمو وإرتقاء سلوك تقييم الفرد لذاته وذلك من خلال المعايير السائدة في المجتمع المحيط به، قد اهتم بصفة خاصة بتقييم المراهقين لذواتهم، وأوضح أنه عندما نتحدث عن التقدير المرتفع للذات فنحن نعني أن الفرد يحترم ذاته ويقيمها بشكل مرتفع، بينما التقدير المنخفض أو المتدني يعني رفض الذات أو عدم الرضا عنها. (عبد الرحمن سيد سليمان، 1992, ص 89)

دور الأسرة

كذلك اهتم بالدور الذي تقوم به الأسرة في تقدير الذات وعلى توضيح العلاقة بين تقدير الذات الذي يكون فيها إطار الأسرة، وأساليب السلوك الاجتماعي للفرد مستقبلا، والمنهج الذي استخدمه روزنبرغ هو الاعتماد على مفهوم الاتجاه باعتباره أداة محورية تربط بين السابق واللاحق في الأحداث والسلوك.

تعريف تقدير الذات عند روزنبرج

واعتبر روزنبرج أن تقدير الذات مفهوم يعكس اتجاه الفرد نحو نفسه، وطرح فكرة أن الفرد يكون اتجاها نحو كل الموضوعات التي يتعامل معها، وما الذات إلا أحد هذه الموضوعات، ولكنه عاد واعترف بأن اتجاه الفرد نحو ذاته يختلف ولو من الناحية الكمية عن اتجاهاته نحو الموضوعات الأخرى. بمعنى ذلك أن روزنبرج يؤكد على أن تقدير الذات هو "التقييم الذي يقوم به الفرد ويحتفظ به عادة لنفسه" وهو يعبر عن اتجاه الاستحسان أو الرفض. (محمد الشناوي، 2001 ص 126 - 127)

2. نظرية زيلر (Ziller, 1969)

تفرض نظرية زيلر أن تقدير الذات ما هو إلا البناء الاجتماعي للذات، فتقدير الذات ينشأ ويتطور بلغة الواقع الاجتماعي، أي داخل الإطار الاجتماعي للمحيط الذي يعيش فيه الفرد، لذا ينظر زيلر إلى تقدير الذات من زاوية نظرية المجال في الشخصية، وأن تقييم الذات لا يحدث إلا في الإطار المرجعي الاجتماعي، ويصف زيلر تقدير الذات بأنه تقدير يقوم به الفرد لذاته ويلعب دور المتغير الوسيط، وانه يشغل المنطقة المتوسطة بين الذات والعالم الواقعي. (سميح ابو مغلي، 2002)

العلاقة مع تكامل الشخصية

إن تقدير الذات طبقا لزيلر مفهوم يرتبط بين تكامل الشخصية من ناحية، وقدرة الفرد على أن يستجيب لمختلف المثيرات التي يتعرض لها من ناحية أخرى، ولذلك فإن الشخصية التي تتمتع بدرجة عالية من التكامل تحظى بدرجة عالية من تقدير الذات. (سليمان، 1999: ص 91)

3. نظرية كوبر سميت (Copper Smith, 1976)

تمثلت أعمال سميت في دراسة التقدير الذات عند الأطفال ما قبل مدرسة الثانوية ويرى أن تقدير الذات يتضمن كلا من عملية تقسيم الذات وردود الأفعال والاستجابات الدفاعية فذهب إلى مفهوم الذات، مفهوم متعدد الجوانب، ويؤكد سميت على أهمية فرض الفروض غير الضرورية، ويقسم تعبير الفرد عن تقديره لذاته إلى قسمين: الأول التعبير الذاتي وهو إدراك الفرد لذاته، والثاني هو التعبير السلوكي ويشير إلى الأساليب السلوكية التي تفصح عن تقدير الفرد لذاته، والتي تكون متاحة للملاحظة الخارجية. (محمد الشناوي، 2001)

أنواع تقدير الذات عند كوبر سميت

وميز كوبر سميت بين نوعين في تقدير الذات:

  • تقدير الذات الحقيقي: وتوجد عند الأشخاص الذين يشعرون بالفعل أنهم ذو قيمة
  • تقدير الذات الدفاعي: ويوجد عند الأشخاص الذين يشعرون أن لا علاقة لهم ولكنهم لا يستطيعون الاعتراف بمثل الشعور

محددات تقدير الذات

وقد افترض كوبر أربع مجموعات تعمل كمحددات لتقدير الذات وهي:

  • النجاحات
  • القيم
  • الطموحات
  • الدفاعات

دور الرعاية الوالدية

وهناك ثلاثة من حالات الرعاية الوالدية تبدو مرتبطة بنمو المستويات الأعلى من تقدير الذات وهي:

  • تقبل الأطفال من الجانب الآباء
  • وتدعيم السلوك الأطفال الايجابي من قبل الآباء
  • واحترام مبادرة الأطفال وحريتهم عن التعبير من قبل الآباء

(صالح محمد علي ابو جاد، 2007)

4. نظرية ماسلو (Maslow) للحاجات

تشير هذه النظرية إلى أن الفرد تحكمه احتياجات محددة وهذه احتياجات هي التي تدفع به إلى انتهاج سلوكات وتصرفات معينة يسعى دائما إلى إشباعها.

هرم ماسلو للحاجات

ويعتقد ماسلو أن احتياجات الأفراد تكون مرتبطة بطريقة متسلسلة في شكل هرمي حسب أهميتها وأولويتها وهي كالتالي:

  1. الحاجات الفيزيولوجية: الطعام، الشراب، النوم
  2. حاجات الأمن: الأمان الجسدي والنفسي
  3. الحاجات الاجتماعية: الانتماء والعلاقات
  4. حاجات الاحترام والتقدير: تقدير الذات واحترام الآخرين
  5. حاجات تحقيق الذات: تحقيق الإمكانات الكاملة

(محمد سليمان العيان، 2005)

تقدير الذات في هرم ماسلو

يرى ماسلو إذن أن تقدير الذات هو حاجة أساسية للإنسان، تأتي بعد تلبية الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والشراب والأمان.

الخلاصة

هذه النظريات المختلفة تقدم منظورات متعددة لفهم تقدير الذات:

  • نظرية روزنبرج تركز على الاتجاهات والمعايير الاجتماعية
  • نظرية زيلر تؤكد على البعد الاجتماعي وتكامل الشخصية
  • نظرية كوبر سميت تركز على المحددات ودور الرعاية الوالدية
  • نظرية ماسلو تضع تقدير الذات في إطار هرمي للحاجات