التجربة

في عام 2000 طرحت إليانور ماغواير وزملائها في جامعة كولدج في لندن. ما إذا كان سائقو سيارات الأجرة يظهرون أي تغيرات فعلية في أدمغتهم نتيجة لتلك التجربة اليومية غير المعتادة تماما، والمتمثلة في استخدام الذاكرة العاملة باستمرار.

النتائج المذهلة

ومن المثير للدهشة أنهم توصلوا من خلال صور المسح الدماغي أن منطقة معينة في الدماغ والتي تتعلق بالذاكرة العاملة وهي الحصين (L'Hippocampus) كانت في الواقع، أكبر من حيث الحجم عند سائقي سيارات الأجرة مقارنة بأقرانهم الآخرين من العمر نفسه.

التفسير

هذا الاختلاف يعود بالضرورة إلى تأثير البيئة أي تلك العوامل الاقتصادية المتمثلة في نوع الوظيفة التي يمارسها سائقي السيارات. وهو دليل فعلي على أن ما هو ثقافي اجتماعي له تأثير كبير على ما هو بيولوجي وما هو نفسي معرفي.

الاستنتاجات

هذه التجربة تثبت بشكل واضح أن:

  • الاستخدام المستمر للذاكرة العاملة يؤدي إلى تغييرات في البنية العصبية
  • الحصين يمكن أن ينمو في الحجم نتيجة الممارسة المستمرة
  • البيئة والعوامل الاجتماعية الثقافية تؤثر على البنية العصبية
  • المطواعية العصبية تحدث حتى في مرحلة البلوغ
  • الممارسة المستمرة لمهارة معرفية تغير الدماغ

الأهمية العلمية

هذه التجربة مهمة لأنها:

  • تثبت أن الدماغ يتغير نتيجة الخبرة حتى في مرحلة البلوغ
  • توضح العلاقة بين الممارسة والبنية العصبية
  • تدعم مفهوم المطواعية العصبية في البالغين
  • تؤكد أن العوامل البيئية والاجتماعية تؤثر على الدماغ

التطبيقات

هذه النتائج لها تطبيقات في:

  • فهم كيفية تحسين الذاكرة من خلال الممارسة
  • تصميم برامج تدريب معرفي
  • فهم التغيرات العصبية المرتبطة بالتعلم المستمر
  • تطوير استراتيجيات لتحسين الوظائف المعرفية

الخلاصة

تجربة إليانور ماغواير تقدم دليلاً قوياً على أن الدماغ البشري يتميز بالمطواعية العصبية حتى في مرحلة البلوغ، وأن الممارسة المستمرة للمهارات المعرفية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في البنية العصبية للدماغ.